Canalblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
Publicité
said aznag
7 octobre 2007

أزمة المياه في الوطن العربي

أزمة المياه في الوطن العربي


كشفت الاحداث التي رافقت قيام لبنان بممارسة حقه في ايصال مياه نهر الوزاني الى القرى القريبة في شهر ايلول (سبتمبر) عام 2002، عن مدى حيوية المصادر المائية وخطورتها لكل من العرب والدولة العبرية بعدما كاد الامر ان يتطور الى حرب هددت اسرائيل بشنها على لبنان.
فهل يعاني العالم، خصوصاً العالم العربي، ضائقة مائية؟
"
الوسط" التقت الدكتور زين العابدين رزق مدير معهد المياه والبيئة في شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا في دولة الامارات، وأحد أبرز العلماء العرب في مجال البيئة والمياه وله دراسات علمية كثيرة منشورة، وعمل استاذاً في الولايات المتحدة وتعاون مع وكالة الفضاء الاميركية "ناسا" ومنظمة "يونسكو". ولم ينف رزق، في الحديث الذي اجرته معه "الوسط" في لندن خلال زيارة علمية، المخاوف من احتمال حدوث ازمات خانقة بسبب النقص المتزايد في المياه، وذكر ان العالم العربي لا يعاني ضائقة مائية حقيقية، والمطلوب تطوير الإدارة الحالية لموارد المياه:
<
هل هناك أزمة مياه في العالم؟
-
توزيع المياه الأرضية يعكس تبايناً شديداً في الزمان والمكان. ففي الوقت الذي تعاني فيه بعض الدول من زيادة المياه وما يصاحبها من سيول وفيضانات ودمار تعاني دول أخرى من الجفاف الشديد وندرة المياه وغياب الأنهار والبحيرات الدائمة.
نعم، هناك أزمة مياه في العالم. ولكن الإجابة غير كافية، حيث أن هذه الأزمة لا تقتصر على منطقة جغرافية بعينها بل تتساوى في أغلب مناطق العالم، بينما ينبع الاختلاف في طبيعة المشكلة التي تتفاوت بين زيادة المياه حتى الإغراق في أوروبا وأميركا وكندا، وبين عجز يتجاوز الجفاف الشديد في شمال افريقيا وشبه الجزيرة العربية.
<
هل العالم العربي في ضائقة مائية يمكن أن تغير وضعه الحالي أو تسبب له أزمات مستعصية؟
-
العالم العربي يُعاني من ضائقة مائية ولكن حجمها لا يتناسب مع ما تعانيه موارده المائية المتاحة من سوء الإدارة. فالعرب يستغلون نصف مواردهم المائية المتاحة فقط ويزرعون ثلث مساحة الأراضي القابلة للزراعة لديهم في الوقت الذي تستورد فيه معظم الدول العربية أكثر من 50 في المئة من احتياجاتها الغذائية من الخارج. ثمه عاملان لا دخل للعالم العربي بهما ويؤثران في موارده المائية إلى حد كبير وهما المناخ وما يُعرف بالمياه الدولية. فالمناخ الذي يسود جميع الدول العربية تقريبا شديد الجفاف بحيث تغطي الصحراء 80 في المئة من المساحة الاجمالية للعالم العربي، وتراوح درجات الحرارة بين 17 درجة مئوية فى جبال لبنان و46 درجة مئوية فى شرق السعودية. وبينما تتفاوت معدلات أمطاره بين 25 ملليمتراً في صحراء الربع الخالي في شبه الجزيرة العربية وفي الصحراء الكبرى و 1800 ملليمتر فى جنوب السودان، يبلغ معدل التبخر السنوي 2250 ملليمتراً. لذا ففي الوقت الذى يحتل فيه الوطن العربي 15 مليون كيلومتر مربع فإن مصادر مياهه المتجددة لا تتعدى 7 في المئة من مياه العالم. أما ما يُطلق عليه المياه الدولية فيتمثل في أن 62 في المئة من موارد المياه في الوطن العربي تأتي من خارج حدوده ما يعرض دوله التي تستقبل هذه المياه كالعراق وسورية ومصر لضغوط خارجية من دول المنابع مثل تركيا وأثيوبيا. ومخططات إسرائيل في تلك الدول للتلاعب بموارد المياه العربية ليست خافية على أحد.
ويمكن تقسيم الموارد المائية التقليدية في الوطن العربي الى مياه متجددة (338 بليون متر مكعب فى السنة منها 296 بليون متر مكعب مياه سطحية و42 بليون متر مكعب في شكل تغذية الخزانات الطبيعية للمياه الجوفية) ومياه غير متجددة (15 ألف بليون متر مكعب) يستثمر منها حالياً 160 بليون متر مكعب في السنة (140 بليون متر مكعب مياه سطحية و20 بليون متر مكعب مياه جوفية) بنسبة 83 في المئة للزراعة و12 في المئة للصناعة و5 في المئة للأغراض المنزلية. أما المصادر السنوية غير التقليدية للمياه فتبلغ 8 بلايين متر مكعب مياه صرف معالجة و2 بليون متر مكعب مياه تنتجها محطات التحلية التي يقع معظمها فى دول الخليج العربي. وحيث أن عدد سكان الوطن العربي في الوقت الحالي يبلغ حوالى 219 مليون نسمة فإن متوسط نصيب الفرد من المياه لا يتعدى 1750 متراً مكعباً في السنة في مقابل 13 ألف متر مكعب في السنة كمتوسط نصيب الفرد فى العالم.
<
يعوم العالم العربي على بحيرة من النفط، لكن ما حظه من المياه؟

-
مصادر المياه السطحية فى الوطن العربي هي مياه الأمطار والأنهار والسيول. فعلى رغم أن ما بين 2000 بليون متر مكعب الى 2285 بليون متر مكعب من المياه تسقط سنوياً على هيئة أمطار فوق الوطن العربي، إلا أن جزءاً كبيراً منها يفقد في التبخر أو يذهب الى البحر. كما يوجد في الوطن العربي 34 نهراً مستديما تراوح أطوالها بين 6 كلم و4800 كلم (نهر النيل) والتصريف السنوي لها بين 50 مليون متر مكعب و48 ألف مليون متر مكعب (نهر النيل)، إضافة إلى مئات الآلاف من الأودية الموسمية التي تحمل مياها تقدر بعشرات البلايين من الأمتار المكعبة سنوياً. أما موارد المياه الجوفية فإنها تنقسم الى مياه متجددة تقدر بحوالي 42 بليون متر مكعب سنوياً ومياه قديمة توجد في 12 خزاناً مائياً طبيعياً اقليمياً تقع في شبه الجزيرة العربية وفي شمال أفريقيا.
ويمكن القول إن العالم العربي ليس في ضائقة مائية حقيقية بل تكمن المشكلة في تطوير الإدارة الحالية لموارد المياه بإدخال وسائل الري الحديثة في القطاع الزراعي وتطوير استخدام الطاقة الشمسية في تحلية المياه لخفض التكلفة والتوسع في إعادة استخدام مياه الصرف المعالجة في مجالات صناعية وحضرية عدة، وترشيد استخدام المياه الجوفية والتعاون في مجالات الدراسات والبحوث التي تتناول قضايا المياه وتسعيرها بما يتناسب مع الاستخدام، بحيث يُضخ العائد في تنمية وتطوير موارد المياه. كما يمكن التعامل مع مشكلة المياه من منظور قومي. فالدول العربية الغنية مادياً والفقيرة مائياً يمكن أن تستثمر قسماً كبيراً من أموالها الموجودة الآن في الولايات المتحدة وأوروبا في مشاريع مائية وزراعية عملاقة في دول عربية فقيرة مادياً وغنية مائياً مثل السودان ولبنان والمغرب ومصر.
<
الكلام عن انجرار البشرية لحروب بسبب الصراع المحتمل على المياه، هل هو كلام واقعي أم مبالغ فيه؟
-
الصراع قائم بين بني آدم منذ بدء الخليقة. نعم، يمكن انجرار البشرية الى حروب بسبب الصراع على المياه وليس في ذلك مبالغة. ففي منطقتنا نعرف أهمية المياه كما نعرف أيضاً أنها لا تقل أهمية عن البترول. وما الاستعدادات الحالية لشن حرب ظالمة على العراق إلا للسيطرة على النفط، فلمَ لا تتكرر الحشود والحروب من أجل أطماع في مياه العرب على رغم ندرتها. لكن في وسط هذا الجو القاتم هناك بارقة أمل مشرقة ومشجعة في الوقت نفسه ألا وهي دول مجلس التعاون الخليجي. فهذه الدول على رغم اشتراك معظمها في أكثر من خزان مائي طبيعي واحد، مثل خزان الدمام مثلا الذي تستغلة المملكة العربية السعودية وقطر والبحرين، فإننا لم نسمع يوماً عن نزاع على المياه بين هذه الدول، بل على العكس نجد التعاون هو السائد. كما تمثل موارد المياه في تلك الدول مدعاة للتعاون والتقارب في ما بينها وتبادل الخبرات في مجالات تحلية المياه التي تستأثر تلك الدول بنصف إنتاج العالم منها وإعادة استخدام مياه الصرف المعالجة.
<
هل تنبهت الدول العربية الى اهمية دراسة علوم المياه؟
-
بالتأكيد. فلسنا وحدنا في شبكة جامعة عجمان من اهتم بإنشاء جهة متخصصة بدراسات البيئة والمياه كما فعلنا بالإعلان عن بدء انشطة معهد البيئة والمياه في شبكة جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا، والذي حرصنا على ان يكون احد المراجع العلمية المتخصصة في العالم في هذا المجال. أي انه معهد غير تقليدي، اذ يعتبر هذا المعهد أحد المكونات الأساسية لبيئة الابداع الطبية في جامعة عجمان. ويقوم المعهد بأنشطة بحثية رائدة في موارد المياه بدولة الإمارات كما أنه يعمل حاليا لتوسيع نشاطه ليغطي مجالات التدريس والبحوث والتدريب والخبرات والممارسة. فقد تم إعداد برامج دراسية لمنح درجات علمية للمستويات فوق المتوسط والبكالوريوس والدبلوم والماجستير في مجالي البيئة والمياه.
<
كم تنفق الدول على برامج تحلية المياه؟
-
تبلغ طاقة تحلية المياه في العالم 15 مليون متر مكعب في اليوم، وحصة دول الخليج العربي منها حوالى 50 في المئة (7.8 مليون متر مكعب يومياً). وتنتج هذه الكمية من المياه أكثر من 50 محطة تحلية يطل معظمها على الخليج العربي ويقع أغلبها في المملكة العربية السعودية.
يتكلف المتر المكعب من مياه التحلية في دولة الإمارات العربية 6 دراهم (1.6 دولار أميركي) ولك أن تقدر تكلفة انتاج المياه المحلاة في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال عام 2000 الذي بلغ 772 مليون متر مكعب بينما بلغ إنتاج المملكة العربية السعودية خلال العام نفسه 1289 مليون متر مكعب

Publicité
Commentaires
Publicité
Archives
said aznag
Publicité